" إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "
فضلها
قال العلماء: وهذه السورة فضلها كثير، وتحتوي على عظيم: روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من قرأ "إذا زلزلت"، عدلت له بنصف القرآن.
معانيها:
يخبر تعالى ، عما يكون يوم القيامة ، وأن الأرض تتزلزل وترجف ، وترتج ، حتى يسقط ما عليها من بناء ومعلم . فتندك جبالها ، وتسوى تلالها ، وتكون قاعا صفصفا ، لا عوج فيه ولا أمت .
" وأخرجت الأرض أثقالها "
، أي : ما في بطنها ، من الأموات والكنوز .
" وقال الإنسان "
إذا رأى ما عراها من الأمر العظيم :
" ما لها "
، أي : أي شيء عرض لها ؟
" يومئذ تحدث "
الأرض
" أخبارها "
، أي : تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها ، من خير وشر ، فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم . ذلك
" بأن ربك أوحى لها "
، أي : أمرها أن تخبر بما عمل عليها ، فلا تعصي لأمره .
" يومئذ يصدر الناس "
من موقف القيامة
" أشتاتا "
، أي : فرقا متفاوتين .
" ليروا أعمالهم "
أي : ليريهم الله ما عملوا من السيئات والحسنات ، ويريهم جزاءه موفورا .
" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "
وهذا شامل عام للخير والشر كله ، لأنه إذا رأى مثقال الذرة ، التي هي أحقر الأشياء ، وجوزي عليها ، فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى ، كما قال تعالى :
" يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا "
" ووجدوا ما عملوا حاضرا "
. وهذا ، فيه الترغيب في فعل الخير ولو قليلا ، والترهيب من فعل الشر ولو حقيرا .
مأخوذمن تفسير السعدى وتفسير القرطبى