من دلائل الوحدانيه فى كتاب الله العزيز هذه الايه الكريمه التى عندما قرأها النبى الكريم قال وانا على
ذلك من الشاهدين يا رب كما روى عنه صلى الله عليه وسلم
هذه الايه اليك بيانها
{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}
قال سعيد بن جبير: كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، فلما نزلت هذه الآية خررن سجدا. وقال الكلبي: لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار أهل الشام؛ فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه: ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان. فلما دخلا على النبي صلى الله عليه وسلم عرفاه بالصفة والنعت، فقالا له: أنت محمد؟ قال (نعم). قالا: وأنت أحمد؟ قال: (نعم). قالا: نسألك عن شهادة، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك. فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلاني). فقالا: أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله. فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط" فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإنـما عنى جل ثناؤه بهذه الاَية نفـي ما أضافت النصارى الذين حاجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي عيسى من البنوة, وما نسب إلـيه سائر أهل الشرك من أن له شريكا, واتـخاذهم دونه أربـابـا. فأخبرهم الله عن نفسه أنه الـخالق كل ما سواه, وأنه رب كل ما اتـخذه كل كافر وكل مشرك ربـا دونه, وأن ذلك مـما يشهد به هو وملائكته وأهل العلـم به من خـلقه. فبدأ جل ثناؤه بنفسه تعظيـما لنفسه, وتنزيها لها عما نسب الذين ذكرنا أمرهم من أهل الشرك به ما نسبوا إلـيها, كما سن لعبـاده أن يبدءوا فـي أمورهم بذكره قبل ذكر غيره, مؤدبـا خـلقه بذلك
والله الموفق
مأخوذ من تفسير القرطبى وتفسير الطبرى....